أعرب المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS)، المنضوي في الائتلاف السوري المعارض، عن رفضه لأي “محاولات تغيير التركيبة السكانية أو التهجير” شمال سوريا، على خلفية التطورات الأخيرة في حلب وإدلب.
وقال المجلس في بيان، اليوم الإثنين (2 كانون الأول 2024)، إنه “يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية أو تهجير”، مؤكداً “حق الأهالي في البقاء في ديارهم والتمسك بحقوقهم”، وذلك وسط معلومات حث السكان الكورد للنزوح نحو شرق الفرات تحت غطاء “النزوح الطوعي”، وفق البيان.
ودعا الكورد في حلب والشهباء إلى “عدم الانجرار وراء الذين يهولون بأن الكورد سيتعرضون للابادة ما لم يغادروا تلك المناطق، والبقاء في بيوتهم وديارهم”.
المجلس الوطني الكوردي، ناشد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا، بـ “تحمل مسؤولياتها في بقاء الجميع في مناطقهم وحماية المدنيين وضمان عدم التعرض لهم”.
إلى ذلك، طالب المجلس الفصائل المسلحة إلى “عدم استهداف المدنيين واحترام حياتهم وممتلكاتهم، ويحث أبناء عفرين النازحين منذ 2018 في منطقة الشهباء على العودة إلى ديارهم”، داعياً الائتلاف الوطني إلى “تسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بأمان وضمان استعادة ممتلكاتهم”.
في سياق البيان، حمّل المجلس الحكومة السورية “المسؤولية الأولى عن استمرار الكارثة السورية”، عازياً ذلك إلى “تعنته ورفضه للقرارات الدولية وتعطيله المسار السياسي وإصراره على انتهاج الحلول العسكرية والأمنية وتجاهله المطالب المشروعة للشعب السوري، مما عمّق الأزمة، وأطال أمد الصراع”.
وشدد المجلس على أن “الخيارات العسكرية لن تحقق السلام والاستقرار”، مؤكداً أن “المسار السياسي الشامل المستند إلى القرار الأممي 2254 هو الحل الوحيد للأزمة السورية”.
كما دعا المجلس المجتمع الدولي إلى “الضغط على النظام السوري للالتزام بالحل السياسي، ووضع حد للعنف المستمر بما يضمن إنقاذ سوريا وشعبها من المزيد من الدمار والمعاناة”.
وكان المجلس الشعبي لعفرين والشهباء قد أعلن في بيان أنه لحماية المواطنين من “الإبادة الجماعية” قرر المجلس إجلاءهم عن الشهباء وضواحيها المحاصرة من قبل الفصائل المسلحة.
بعد السيطرة على عفرين سنة 2018 من قبل مسلحي المعارضة السورية وبدعم تركي، نزح نحو 200 ألف مواطن من عفرين إلى حلب والشهباء، والآن وبعد أن تعقدت الأوضاع بسبب المعارك الدائرة للمرة الثانية، يجد هؤلاء أنفسهم أمام عملية نزوح ثانية.
وحسب وسائل الإعلام المحلية، يقيم نحو 200 ألف عفريني في الشهباء والمناطق التابعة لحلب، وتتعرض الشهباء حالياً لحصار من ثلاث جهات من قبل الفصائل المسلحة، ومن الجهة الأخرى هناك الحكومة السورية، لذا فإن هؤلاء المواطنين مضطرون للهجرة إلى مدن أخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
بدأ مسلحو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) منذ 26 تشرين الثاني المنصرم هجوماً واسع النطاق على حلب وأطرافها وسيطروا على أغلب المناطق التي كانت تحت سيطرة حكومة دمشق، وحدثت مواجهات بينهم وبين قسد في بعض المناطق.
ويقول إعلام الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا إن قوات تحرير عفرين التي تحمي الشهباء وضواحيها منذ ست سنوات دافعت عن أهالي المنطقة في أربع جهات وفي المخيمات ولا زالت.
يذكر أن النازحين من عفرين يقيمون منذ ست سنوات في الشهباء وتل رفعت وفافين و40 قرية تابعة للشهباء، وتوجد في الشهباء خمس مخيمات للنازحين هي: سردم، وبرخودان وعفرين وأودا، والشهباء، ويقيم في هذه المخيمات 8094 شخصاً.