يملك العضو السابق في قيادة حزب العمال الكوردستاني، أيهان جفتجي، مؤسسة استشارية مالية كبيرة في مدينة كولونيا بألمانيا. ورغم ابتعاده عن السياسة بشكل مباشر، لا يزال يتأثر بالقضية الكوردية، حيث يقول: “لا يهم أين تكون، القضية الكوردية تجعلك منشغلاً بها دائماً”.
في حديثه عن عملية السلام التي تطلق عليها أنقرة “تركيا بلا إرهاب”، قال جفتجي خلال مشاركته في برنامج “دياسبورا”، إن هذه العملية تمثل “دواء لآلام الكورد”، لكنه أبدى قلقه بشأن نتائجها المحتملة، مشيراً إلى أنها خطوة مهمة، إلا أنها قد تحمل معها بعض المخاطر.
وأضاف: “أرى العملية كدواء. تخيل معي، شخص لديه ألم صعب جداً، الطبيب يعطيه دواء قوياً جداً للعلاج. صحيح أن هذا الدواء يعالج المرض الأساسي، لكن في الوقت نفسه قد يضر بالكبد أو القلب أو كلى المريض”.
وأشار إلى أن العملية “علاج أساسي وضروري” لقضية الكورد في تركيا، لكنه حذر من الآثار الجانبية والنتائج غير المرغوب فيها.
القيادي السابق في حزب العمال الكوردستاني أوضح أن رؤيته للعملية “إيجابية، لكنها إيجابية واعية”، داعياً إلى التعامل معها بحذر، وعدم النظر إليها ببساطة وحسن نية، بل كسياسة واقعية تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب.
واستعرض دور عبد الله أوجلان في هذه العملية، مؤكداً أن أوجلان شخصية “واقعية جداً” و”لديه قدرة مذهلة على تقييم قوته وقوة الطرف المقابل”.
ورغم تواجده في سجن إمرالي، أضاف جفتجي أن أوجلان لا يزال قادراً على قراءة الواقع والتأثير فيه.
أما بشأن الشك الكبير وانعدام الثقة في العملية من جانب بعض الكورد، رأى أن هذا أمر طبيعي بالنظر إلى تاريخ طويل من الفشل في تنفيذ العمليات السابقة، لكن في الوقت نفسه، هناك أمل بأن تكون هذه المرة فرصة تاريخية يجب ألا تضيع.
جفتجي أشار إلى أن قضية اندماج المقاتلين السابقين في المجتمع المدني ليست مشكلة كبيرة، حيث يعتبر أن القضية الكوردية هي أسلوب حياة لهؤلاء الأشخاص، ويمكنهم أن يواصلوا نضالهم بطرق مختلفة سواء في الجبال أو المدن.
وإذ أبدى تفاؤله “الواقعي” بشأن المستقبل، اعتبر أن هذه العملية تحمل فرصاً تاريخية لكوردستان تركيا، وقد تفتح أبواباً جديدة لبقية أجزاء كوردستان.