أحدثت المعطيات الصحافية التي نُشرت لدى أكثر من وسيلة إعلامية، حول تسليم “حزب الله” لقرى في الشمال، مستلزمات النزوح خشية من عودة الحرب، إرباكًا كبيرًا لدى الأوساط الشمالية التي تُتابع هذه المعطيات ولا تُخفي خشيتها من نشر أيّة معلومات قد تكون مغلوطة أو حتّى صحيحة، خصوصًا في هذه الفترة المتوترة أمنيًا وعسكريًا.
وكانت أفادت مصادر إعلامية، بأنّ الحزب بدأ بتسليم قرى شيعية أو ذات الغالبية الشيعية أو العلوية في عكّار (أو تلك استقبلت النازحين العلويين من الساحل السوريّ)، معدّات وأدوات مثل (الفرش، البطانيات، والأدوية…)، وتواصل مع رؤساء بلدياتها لفتح أبوابها ومساجدها استعدادًا للحرب “إنْ اندلعت”، وحدّدت هذه المصادر القرى الآتية: قرحة (وادي خالد، ذات الغالبية الشيعية)، حبشيت (الشيعية)، حكري الضاهري، وتل بيرة (العلوية)، للتأكيد بأنّها وُضعت “تحت المجهر” حاليًا قبيْل أيّة حركة نزوح محتملة، فيما لفتت مصادر أخرى، بأنّ مكاتب شمالية في الكورة، المنية، البترون، وزغرتا، بدأت بتجهيز مستودعات استُخدمت مسبقًا خلال الحرب، لتخزين وتوزيع المساعدات.
المنية
وفق المطّلعين شمالًا، فإنّ المسؤول عن ملف النزوح إلى الشمال خلال فترة الحرب (إلى الآن)، هو معتز كمال الخير، أيّ نجل “رئيس المركز الوطني في الشمال” الحاج كمال الخير في المنية التي كانت استقبلت أكثر من 35 ألف نازح حسب إحصاء “صامدون”.
وفي حديثٍ لـ “لبنان الكبير”، يُوضح معتز الخير بأنّ مسؤولية توزيع المساعدات شمالًا، يتولّاها المركز بطلبٍ من الأمين العام السابق للحزب السيّد حسن نصر الله، “الذي طلب من المشرفين على ملف النّازحين قبل رحيله بيوميْن، بأنْ يتسلّم الحاج الخير تفاصيل النزوح شمالًا”.
ويُؤكّد الخير، أنّ الحزب لم يتواصل مع المركز رسميًا (إلى الآن) ولم يطلب منه شيئًا، “فالمركز هو الوحيد الذي يُدير توزيع المساعدات على مناطق الشمال، واعتمد على مستودعات تختزن الدّعم الطبّي والإنساني خلال الحرب، “ولو باشر الحزب بالتجهيز لأيّة خطوة بكلّ الشمال، لكان علم بها المركز أوّلًا، أو تعرّف إلى أجوائها، حتّى أنّ جمعية (وتعانوا) التابعة للحزب، تُنسّق مع المركز قبل التوزيع، ولكن في حال جهّز الحزب نفسه ضمن المناطق الشيعية، فهو أمر روتينيّ يستبق الأحداث كالعادة”.
عكّار
تواصل “لبنان الكبير”، مع فعاليات عكّارية ليتأكّد من صحّة المعلومات، فرصد أنّ معظمها لا يستبعد قيام الحزب بهذه الخطوة في أكثر من منطقة شمالية ولبنانية تحتضن مناصريه، “فخلال الأعوام الماضية، قدّم مساعدات وأحيا نشاطات في عددٍ من المناطق الشمالية، ممثلًا بجمعية “وتعانوا” التي كانت تُسيطر على المشهد ويترأسها عفيف شومان النّاشط منذ أكثر من عشرة أعوام على هذا الخطّ خصوصًا قبل حرب الإسناد. ويُمكن التأكيد، أنّ خشية هذه الفعاليات من توريط عكّار بضربةٍ عدوانية مقبلة، لم تحدث خلال الحرب السابقة، تمنعها أحيانًا من الإدلاء بواقع ما يحدث اليوم.
ومن وادي خالد، يلفت مصدر لـ “لبنان “الكبير”، إلى احتمال دعم “حزب الله” لأهالي قرحة، “لكن هذا الدّعم ليْس جديدًا، وتراجع نظرًا للظروف ومنع وصول المساعدات، لكن في منطقتنا، لم نشهد على ثقل الدّعم الذي يُشار إليْه عبر الأخبار”.
الأوساط البلدية في المنطقة، تلفت لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ عكّار مستعدّة لتقبّل النزوح الإنساني القائم على “دخول العائلات إليها لا القيادات الحزبية”، مؤكّدة أنّ الانتقائية باتت ضرورية هذه المرّة، خلافًا للعشوائية سابقًا، وذلك لحماية أمن عكّار “التي لن تكون بيئة حاضنة إلّا للدّولة والمؤسسة العسكرية القائمة اليوم على خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المتزن والحريص على الوحدة الوطنية”.