–
نظم عدد من منظمات المجتمع المدني والصحافيين والمثقفين في مدينة القامشلي، بريف محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية، مساء أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة في حي السياحي، تنديداً بما شهدته محافظة السويداء من انتهاكات وأعمال قتل وسلب. ورفع المحتجون شعارات وطنية، من بينها: “الدم السوري على السوري حرام” و”من القامشلي إلى السويداء سلاماً”، مطالبين بوقف العنف وكل الأعمال المسلحة، والدعوة إلى الحوار والتهدئة.
وقال الصحافي جان علي، المقيم في القامشلي، والمشارك في الوقفة، لـ”العربي الجديد”: “حرصنا في هذه الوقفة الرمزية على إيصال رسالة إلى السوريين كافة، وإلى كل الفاعلين في الشأن السوري، أن السوريين على قلب رجل واحد، وإن اختلفت رؤاهم وآراؤهم السياسية، وأن كل مدينة وقرية سورية، مهما كان موقعها الجغرافي أو هويتها الإثنية والعرقية والدينية، هي في قلب كل سوري. نتشارك الأفراح والأحزان منذ آلاف السنين”. مضيفاً: “ومهما اشتدت الظروف الصعبة، ومهما تداخلت عوامل وأطراف خارجية نتيجة للأحداث الأخيرة المؤلمة والمؤسفة، نؤكد أنه ليس للسوري إلا السوري يحتضنه ويخفف آلام جراحه”. وختم حديثه قائلاً: “سلاماً للسويداء، سلاماً لدمشق عاصمتنا الأبدية، سلاماً لسورية وطناً لجميع السوريين”.
من جهته، قال المحامي جوان محمد، أحد المشاركين في الوقفة، لـ”العربي الجديد”: “اجتمعنا نحن الزملاء من المحامين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني في وقفة احتجاجية، لنضم صوتنا إلى جميع الشرفاء في وطننا. من القامشلي، مدينة التآخي في شمال شرق سورية، نوجه رسالتنا لأهلنا في السويداء: نحن معكم، وأرواحنا وأصواتنا معكم”. متابعاً: “لن نكتفي بالاحتجاجات فقط، بل يجب أن يصل صوتنا إلى جميع منظمات المجتمع المدني، والهيئات الدولية، ومراكز القرار الدولي. علينا أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد ضد هذه الهجمات البربرية وضد آلة القتل التي تستهدفنا”.
وأضاف: “نؤكد نحن في القامشلي بمكوناتنا كافة – الأكراد والعرب والسريان – أننا جميعاً مع أهلنا في السويداء. هذه الجرائم النكراء والمجازر لن تمر دون محاسبة. يجب أن تُحاكم كل الأطراف، أو أي جهة متورطة في هذه الجرائم. لن نتراجع عن الدفاع عن وطننا، وسنقدم كل ما يلزم من أرواحنا وأصواتنا وأقلامنا للوقوف في وجه هذه الجرائم. نوجه نداءً وطنياً لكل أهلنا في السويداء ومناطق أخرى بأن يكونوا على قلب رجل واحد، لأن الواجب الوطني يفرض علينا هذا التضامن الحقيقي”.
من جانبها، قالت هيلين أحمد، وهي من سكان مدينة القامشلي، لـ”العربي الجديد”: “وقفنا اليوم في حملة تضامنية مع إخوتنا بمكوناتهم كافة في محافظة السويداء. ندين ونستنكر الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها الجماعات المسلحة في السويداء من قتل وترهيب، واختطاف النساء، وقتل الأطفال الأبرياء والشيوخ”. مضيفة: “هذه الممارسات ليست فقط عنفاً، بل هي بعيدة كل البعد عن الإنسانية. نطالب المنظمات المعنية بفتح تحقيق شامل في ما جرى، وتقديم العون والمساعدات الصحية العاجلة لأهلنا في السويداء. كذلك نطالب بوقف الحملات الإعلامية المسيئة والمضللة للحقائق والوقائع في السويداء وفي سورية بشكل عام، ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين”.