کوردستان
أربيل (كوردستان24)- أعلن ممثل الإدارة الذاتية (لشمال وشرق سوريا) في فرنسا، إن لقاء ممثلي الإدارة الذاتية مع وفد الحكومة الانتقالية في سوريا، الذي كان مرتقباً، قد تأجّل، دون توضيح أوفى.
وقال ممثل الإدارة الذاتية في فرنسا، كريم قمر، في تصريح لوكالة أنباء محلية، إن “اللقاء الذي كان مقرراً بين ممثلي شمال وشرق سوريا ومسؤولي الحكومة الانتقالية في سوريا تم تأجيله، دون الكشف عن الأسباب وموعد آخر”.
وحول ما إذا كان ممثلو شمال وشرق سوريا سيلتقون مسؤولين في فرنسا، اكتفى بالإشارة إلى أن الوفد لم يصل فرنسا بعد، وأنه لم يُوضع برنامج واضح للقاءات مع المسؤولين الفرنسيين حتى الآن.
وأفادت وسائل إعلام، بأن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي سيرافق وفد شمال وشرق سوريا إلى باريس، لحضور لقاء مع ممثلين عن الحكومة الانتقالية في سوريا، بمشاركة المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، برعاية فرنسية.
تداولت مصادر إعلامية، خبراً مفاده، أن القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، وصل إلى باريس تمهيداً للقاء وفد من الحكومة السورية، بإشراف فرنسي وأمريكي.
وذكرت المصادر، أن الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، ترافق عبدي، إلى جانب عدد من مسؤولي الإدارة، حيث من المقرر أن يعقدوا اجتماعاً مع وفد حكومي سوري يرأسه وزير الخارجية أسعد الشيباني، وذلك بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، ومسؤولين فرنسيين.
وفقاً للمصادر، جرى التحضير اللقاء له قبل أيام عبر وزارة الخارجية الفرنسية، ويجري برعاية مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويهدف إلى بحث سبل التوصل لاتفاق يقضي بدمج قوات سوريا الديمقراطية ومؤسساتها ضمن هيكل الدولة السورية.
وفي السياق، أكد مدير المركز الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، في لقاء متلفز الأربعاء، أن “تسليم السلاح خط أحمر بالنسبة لنا، ونحن لا نساوم على مبادئنا”، مشدداً على أن “قسد تتفاوض مع دمشق كطرف ندّي، وليس كتابع أو خاضع، وإرادة الحل شبه معدومة لدى الحكومة السورية”.
وأشار شامي إلى أن المبعوث الأمريكي توماس باراك طلب من “قسد” المساعدة في إيجاد حل لأزمة السويداء، كما كشف أن عمليات مكافحة داعش ستشهد تصعيداً في مناطق شمال شرق سوريا، وقد تمتد إلى مناطق أخرى خارج نطاق سيطرة “قسد”، بالتنسيق مع التحالف الدولي.
ونفى متحدث رسمي عسكري في قوات سوريا الديمقراطية، صحة الأنباء الواردة حول تحديد سقف زمني لـ قسد للاندماج في الجيش السوري، وقال أبجر داود، المتحدث الرسمي للقوات: في تصريح لـ صحيفة الشرق الأوسط، إنهم يرفضون: تسليم أسلحتهم في ظل ارتفاع وتيرة أعمال العنف في جنوب سوريا وتصاعد تهديدات تنظيم داعش ضدهم مؤخراً.
وتعليقاً على الأنباء الواردة حول تحديد فترة زمنية بـ30 يوماً لدمج قوات «قسد» في هياكل وزارة الدفاع السورية، أوضح أبجر داود أنه “في ظل التوترات المستمرة في سوريا وارتفاع وتيرة العنف وتهديدات تنظيم (داعش)، من المستحيل أن تسلم قوات (قسد) أسلحتها”.
وأكد المتحدث الرسمي لـ«قسد» أن القيادة العامة لهذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي في حربها ضد تنظيم داعش، أعلنت منذ اليوم الأول استعدادها للاندماج في مؤسسات الدولة الجديدة، مضيفاً: “يمكننا الانضمام إلى الجيش السوري عبر اتفاق دستوري قانوني يعترف بخصوصية قواتنا”، على أن تدمج كتلة عسكرية موحدة في مناطق سيطرتها ضمن الجيش السوري.
وأشار داود إلى أن اللقاء الأخير الذي عقده مظلوم عبدي مع السفير الأميركي توماس براك كان إيجابياً، على أن تعقد لقاءات مستقبلية في الفترة المقبلة مع الحكومة السورية لمتابعة المحادثات ومناقشة القضايا الخلافية والنقاط العالقة.
ويعدّ هذا اللقاء ثاني اجتماع رفيع المستوى يعقده المبعوث الأميركي مع مظلوم عبدي خلال شهر، حيث عُقد الاجتماع الأول في قصر تشرين بالعاصمة السورية دمشق في 9 من الشهر الحالي، بحضور وزراء الحكومة، كان بينهم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ورئيس المخابرات العامة، إلى جانب المبعوث الفرنسي لسوريا جان فرنسوا جيوم وقياديات عسكرية من التحالف الدولي.
وأوضح أبجر داود، أن قوات «قسد» ومنذ سقوط النظام السابق، لديها تنسيق عملياتي على الأرض مع الحكومة السورية على أعلى المستويات، وخلال الأشهر الماضية لم تدخل في صدام عسكري مع أي جهة عسكرية، وتابع: “لسنا مع الحرب مع أي جهة أو ضد أي طرف عسكري، لكن سندافع عن شعبنا في كل مكان نتواجد فيه”.
ونقلت مصادر محلية من محافظتي الرقة والحسكة بأن قوات «قسد» استعرضت حشوداً عسكرية بعتاد وأسلحة ثقيلة هذا الأسبوع، في مدن الرقة والحسكة والقامشلي الخاضعة لنفوذها وسيَّرت دوريات مكثفة ونشرت آليات ثقيلة ونقاط تفتيش جديدة، كما عززت تواجدها في الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية عند مداخل هذه المدن وريفها، وسط حالة ترقب وقلق من احتمال توسع المواجهات العسكرية في المنطقة، بعد مشاركة لافتة من قوات العشائر العربية لصالح بدو السويداء.
وتسيطر قوات قسد على كامل محافظة الحسكة (شمال شرق) ومركز مدينة الرقة ومدينة الطبقة (شمالاً)، وريف دير الزور الشمالي والشرقي، إضافة إلى مدينة كوباني الواقعة بريف حلب الشرقي، كما وسَّعت نطاق سيطرتها بعد سقوط النظام السابق نهاية العام الفائت، لتبسط السيطرة على بلدتي دير حافر ومسكنة الواقعتين بريف حلب الشرقي، وبلدة المنصورة بريف الرقة ومزارع وقرى تقع في الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وتقدر إجمالي هذه المساحة بنحو ثلث الأراضي السورية.
يذكر بأن مظلوم عبدي القائد العام لـ«قسد» قال في تصريحات إعلامية لصحيفة ألمانية منتصف الشهر الحالي، إن قواته لا تحتاج إلى إلقاء السلاح في حال تطبيق الاتفاق المبرم مع الرئيس الشرع، الذي وقَّعه الجانبان في 10 من مارس (آذار) الماضي، وأكد التزامهم ببنود الاتفاق كاملاً، وقال: “نرى أن تنفيذ بنود الاتفاق سيجعل من (قسد) جزءاً من الجيش السوري؛ ولذا فلا حاجة إلى نزع سلاحها الآن أو مستقبلاً؛ لأن مسؤولية حماية شمال شرقي سوريا ستكون حينئذ منوطة بالجيش السوري”